أسرة ترغب في إيداع عائلها بدار العجزة والمسنين بسبب (البهاق)

كشف الأستاذ حمد محمد الشريف _ المريض _ والامين العام لجمعية الأمل لمرضى البهاق والصدفية تفاصيل مثيرة حول أغرب المواقف التي يتعرضون لها في المجتمع بشكل عام وبالأخص في محيط الأسر الذي حدثت فيه العديد من حالات الطلاق التي تعود الى انهم يؤمنون ايماناً قاطعاً بأن المرض سالف الذكر يصيب الانسان بالعدوي او ينتقل من خلال العامل الوراثي.

وقال علي مدى السنوات الماضية نعاني معاناة شديدة في الكيفية التي نقنع بها العامة بالمجتمع السوداني ان مرض (البهاق) و (الصدفية) لا يصيبان الانسان بالعدوى او الانتقال بالعامل الوراثي ولكن عني شخصياً استطعت التعايش مع المرض الذي اصبت به قبل (24 عاماً) أثناء ما كنت مغترباً بالمملكة العربية السعودية اذ انني لم اواجه اية صعوبات في تأقلم اسرتي الصغيرة التي تابعت معي المرض منذ بدايته بـ(الحنك) الي ان انتشر في سائر جسدي من العالم (1990 – 2000م) بصورة بطيئة مما جعل الاخوة السعوديين يقولون لي انت ليس سودانياً وذلك لتغيير البشرة من اللون الاسمر الي اللون الابيض وعندما عدت الى ارض الوطن كنت لا اتحرك الا من خلال حملي للشمسية التي وقفت بها لدي احد الباعة الجائلين بولاية الخرطوم فلاحظت ان علامات الدهشة والاستغراب مرسومة على وجهه وقبل ان اتفوه بكلمة واحدة باغتني قائلاً: ماذا تريد ياخواجة.
فيما ذهب الى الطبيبة المصاب والدها بمرض البهاق وتقدم لخطبتها بواسطة احد اقربائها الا انه ما ان جاء لاسرتها وشاهد والدها علي تلك الحالة الا وغادر المكان دون ان يعود مرة ثانية وكل مافعله هو ان سأل من خطبتها اليه عن المرض الذي يظهر على جسد والد خطيبتي فشرح له حقيقة المرض مع التأكيد بأنه لا يعدي اطلاقاً فما كان من ذلك الوالد الا وقال لزوجته وابنته المفسوخة خطبتها ان زيجتها لايمكن ان تتم الا من طرف احد اقربائها.
واردف : الجمعية راقبت عن قرب حالات الطلاق التي حدثت بسبب مرض (البهاق) بولاية الخرطوم رغماً عن التوعية الثقيفية التي نبثها بين المرضي والاصحاء في تلك الاسر حتي نتلافي وقوع مثل هذه الحالات المتفشية بصورة مقلقة جداً بالاضافة الي حالات العزلة التي يعيشها البعض داخل اسرهم التي لا تدري شيئاً عن مرض البهاق والصدفية للدرجة التي قررت فيها احدى الاسر تسليم عائلهم الي دار العجزة والمسنين.